الخميس، مارس 30، 2006

كذبة أول نيسان ....مشاهد مضحكة وأخرى بائسة


المسائية
سيريا نيوز
ذهبت أغلبية آراء الباحثين على أن (كذبة نيسان) تقليد أوروبي قائم على المزاح يقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من نيسان بإطلاق الإشاعات أو الأكاذيب ويطلق على من يصدق هذه الإشاعات أو الأكاذيب اسم (ضحية كذبة نيسان).
وبدأت هذه العادة في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564 وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في 21 آذار وينتهي في الأول من نيسان بعد أن يتبادل الناس هدايا عيد رأس السنة الجديدة.‏
وعندما تحول عيد رأس السنة إلى الأول من نيسان ظل بعض الناس يحتفلون به في الأول من نيسان كالعادة ومن ثم أطلق عليهم ضحايا نيسان وأصبحت عادة المزاح مع الأصدقاء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة في فرنسا ومنها انتشرت إلى البلدان الأخرى وانتشرت على نطاق واسع في انكلترا بحلول القرن السابع عشر الميلادي ويطلق على الضحية في فرنسا اسم السمكة وفي اسكتلندا نكتة نيسان.‏
ويرى آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول نيسان وبين عيد (هولي) المعروف في الهند والذي يحتفل به الهندوس في 31 آذار من كل عام, وفيه يقوم بعض البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعابة, ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من نيسان.‏
وهناك جانب آخر من الباحثين في أصل الكذب يرون أن نشأته تعود إلى القرون الوسطى إذ إن شهر نيسان في هذه الفترة كان وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول فيطلق سراحهم في أول الشهر ويصلي العقلاء من أجلهم وفي ذلك الحين نشأ العيد المعروف باسم عيد جميع المجانين.‏
والواقع أن كل هذه الأقوال لم تكتسب الدليل الأكيد لإثبات صحتها وسواء كانت صحيحة أم غير صحيحة فإن المؤكد أن قاعدة الكذب كانت ولا تزال أول نيسان, ويعلق البعض على هذا بالقول إن شهر نيسان يقع في فصل الربيع ومع الربيع يحلو للناس المداعبة والمرح.‏
وقد أصبح أول نيسان هو اليوم المباح فيه الكذب لدى جميع شعوب العالم فيما عدا الشعبين الإسباني والألماني والسبب أن هذا اليوم مقدس في إسبانيا دينياً أما في ألمانيا فهو يوافق يوم ميلاد (بسمارك) الزعيم الألماني المعروف.‏
والطريف في كذبة نيسان أنها تساوي بين العظماء والصعاليك, وبين الأغنياء والفقراء, فقد حدث أن كان كارول ملك رومانيا يزور أحد متاحف عاصمة بلاده في أول نيسان فسبقه رسام مشهور ورسم على أرضية إحدى قاعات المتحف ورقة مالية أثرية من فئة كبيرة, فلما رآها أمر أحد حراسه بالتقاطها فانحنى الحارس على الأرض يحاول التقاط الورقة ولكن عبثاً.‏
وفي رومانيا أيضاً وشعبها شغوف جداً بأكاذيب أول نيسان حدث أن نشرت إحدى الصحف خبراً جاء فيه أن سقف إحدى محطات السكك الحديدية في العاصمة هوى على مئات من المسافرين قتل عشرات وأصاب المئات بإصابات خطرة, وقد سبب هذا الخبر المفزع الذي لم تتحر الصحيفة قبل نشره هرجاً وذعراً شديدين وطالب المسؤولين بمحاكمة رئيس تحرير الصحيفة الذي تدارك الموقف بسرعة وذكاء فأصدر ملحقاً كذب فيه الخبر وقال في تكذيبه كان يجب على المسؤولين قبل أن يطالبوا بمحاكمتي أن يدققوا في قراءة صدور العدد الذي نشر فيه هذا الخبر فقد كان في الأول من نيسان, ومن يومها دأبت الجريدة على نشر خبر مماثل في الأول من نيسان من كل عام.‏
إلى جانب المواقف المضحكة هناك مآس باكية حدثت بسبب كذبة نيسان, فقد حدث أن اشتعلت النيران في مطبخ إحدى السيدات الانكليزيات في مدينة لندن فخرجت إلى شرفة المنزل تطلب النجدة ولم يحضر لنجدة السيدة المسكينة أحد.‏
أخيراً أقول:‏
إن الكذب بصفة عامة هو سمة المستضعفين والإنسان غالباً ما يلجأ إلى الكذب لإحساسه بالضعف من حالة من المعاناة والاضطهاد وللهروب من واقع أليم يعيشه, كفانا الله شر الكذب وشر كذبة نيسان

ليست هناك تعليقات: