بقلم : يوسف فضل
طالما أن الإنسان قادر على الشهيق والزفير فان حواس استشعار المعرفة المجردة لدية تبقى منتصبة لتلقي كل ما هو جديد في كافة مناحي الحياة سواء اقتنع بهذا الجديد فيسير على دربه أو ممارسته لتسهيل حياته أو كان هذا الجديد يتعارض مع ما يعتقده الإنسان فإما يعتنقه بعد لأي أو يرفضه كلية .البارحة كان الجديد لدي أنه أثناء صلاة الظهر في مصلى الشركة ونحن في حالة الركوع الأخير من الصلاة دخل أخ سوداني (الزول ) في الصلاة أولا بالنحنحة ومن ثم إعلانه الدخول بالصلاة بالتكبير ( الله أكبر ) بصوت مرتفع مما أوقعني بحيرة أنها تكبيرة الإمام للرفع من الركوع فرفعت رأسي واثنين آخرين من المصلين خطأ ولم يرفع المصلين الباقين رؤوسهم لأنهم ميزوا بين الرفع من وضع الركوع بقول الإمام (سمع الله لمن حمد ) وتكبيرة الداخل في الصلاة ، فرجع ثلاثتنا إلى وضع الركوع . لم افهم ما الذي قصده الزول بالنحنحة لكن بعد انتهاء الصلاة جاء التفسير واضحا إذ جرى جدل وعتاب من الأخ الزول تجاه الإمام (السوداني ) الذي لم يطل الركوع حتى يتمكن الأخ الزول من الدخول في الركعة الأخيرة . وحين طلبوا رأيي (أفتيت! ) بان الإمام ( على خطأ) لان الإمام والمصلين موظفين لدى هذا الزول موظف الشركة وعليهم أطاعته في إطالة الركوع حتى يتمكن من الدخول في الركعة الأخيرة وحتى نعطية فرصة أخرى بالحضور لأداء الصلاة متأخرا حسب مزاجه . وبالتفكير الشيطاني ، حرمانه الدائم من فضل الحضور إلى الصلاة مبكرا .
نحن أفهمنا الزول طويل التيلة أن الرسول ( صلى ا لله عليه وسلم ) وجه أن يسير المصلي إلى الصلاة بكل تؤده ووقار وان لا يحدث أي جلبه فان لحق بالصلاة فاليدخل ويصلي ما لحق من الصلاة ويكمل الباقي لوحده . فكان رد الأخ الزول أن الرسول ( صلى ا لله عليه وسلم ) ذكر النحنحة في حديث نبوي يفيد انه يجوز تنبيه الإمام بالنحنحة إذا كان في وضع الركوع ليدرك المصلي الركعة . فعلمنا من الأخ الزول ( جزاه الله كل خير ) ويكأن النحنحة من أركان الصلاة . وبما أنه لم يستطع أن يقدم لنا أي دليل عن الحديث النبوي أدركنا أن النحنحة ليست من أركان الصلاة .
وفي مجال دفاع الأخ الزول عن نفسه لمثل هذا ا لتصرف قال انه لم يتبع أسلوب الخبط بالأرجل أو شخللة المفاتيح ولم يتلفظ بالقول " إن الله مع الصابرين " كما يفعل الكثير من المصلين لتنبيه الإمام بدخولهم للصلاة فشكرناه على حسن صنيعه معنا ورأفته بنا .
واليوم دخل الأخ الأدروب ( كلمة سودانية تعني من يتفاخر باستخدام السيف ، خاصه في شرق السودان ) معنا الصلاة كعادته متأخرا وقام بالنحنحة مرة أخرى فراودتني أفكاري السيئة بان الإمام سيطيل الصلاة حتى لا يدخل في جدل حيص بيص مع هذا المصلي الذي لا يريد ان ينتظم بالصلاة بمواعيدها . وماذا لو دخل بعده مصلي آخر وتنحنح وأطال الإمام الركوع حتى يتمكن المصلي من اللحاق بالركعة ومن ثم يتبعه مصلي آخر (ليس بالضرورة زول ) تنحنح تباعا ساعتئذ ستتحول الصلاة إلى مشروع خيري يرضي المصلين ولا يرضي الله لان كل مصلي سيأخذ الأمر على محمل التأويل الشخصي في حالة تأخره .
بعد انتهاء الصلاة قال له الإمام انه أطال الصلاة حتى يتمكن من اللحاق بالركعة الأخيرة فكان رد الزول انه لم يتنحنح من اجل الصلاة بل أنه يعاني من البرد . فرد عليه الإمام وكيف اعلم أن النحنحة من اجل الصلاة أو انك تعاني من البرد ؟ فاقترحت عليهما طالما أننا سنعتاد على نحنحة هذا الزول ( النشيط) فيتوجب أن نعلم المصلين أنه إذا كانت النحنحة موجة قصيرة (إف إم ) أو على موجة أقصر منها مثل موجة المايكروييف التي هي اشبه بالحزق الخافت او الاقرب إلى صوت صرير الباب الصديء فهي تعني الدخول في الصلاة . أما إذا كانت النحنحة موجة طويلة أي ( إخبارية ) فتعني أن المصلي يعاني من البرد وإذا رافقتها دفقات من موجات من الكحة فهذا آكد في الدلالة الطبية القاطعة على المرض وان المصلي يعاني من السعال أو التهاب في حلقة فنذكره بالتلطف بنا بالذهاب إلى الطبيب . واقترحت أن نصيغ ذلك في قرار إداري حتى نخلي مسؤوليتنا الإدارية والدينية أمام الله والموظفين . فلاقى اقتراحي آآآي بالسوداني والتي تعني القبول .
وجدت أن النحنحة من الفعل نح والنحنحة: أسهل من السعال. أي خروج أصوات غرغرة إفرازات الحلق والتنحنح هو علة البخيل، قال:
و التغلبي إذا تنحنح للقرى حك أسته و تمثل الأمثالا
و قال:
يكاد من نحنحة و أح يحكي سعال الشرق الأبح
وقد وجدت أيضا كلمات على وزن فعللة في حكايات أصوات الناس في أقوالهم وأفعالهم مثل :
القهقهة : حكاية قول الضاحك: قهٍ قهٍ•
الصهصهة : حكاية قول الرجل للقوم: صه صه•
الدعدعة : حكاية قول الرجل للعاثر: دع دع أي انتعش•
البخبخة : حكاية قول الرجل: بخ بخ•
الزهزهة : حكاية قول الرجل: زه زه•
النحنحة والتنحيح : حكاية قول الرجل: نح نح عند الاستئذان وغيره •
العطعطة : حكاية صوت المجَّان إذا قالوا عند الغلبة: عيط عيط•
الهرهرة : حكاية زجر الغنم•
البربرة : حكاية أصوات الهند عند العرب•
الفسفسة : حكاية زجر الهرة•
الولولة : حكاية قول المرأة: وا ويلاه•
التأخيخ : حكاية قول الرجل: أخ أخ•
الكل منا مارس التنحنح سواء اراديا حسب فهمه الاجتماعي لاستخدامها أو مكرها إذا شرب لبن او مص ليمونه فيشرق فيعالج الشرقة برد فعل سريع بـ إح إح ح ح ..... لتنظيف حنجرته لئلا يدخل شيء من السوائل إلى القصبة الهوائية .
لكن عاداتنا لها طقوس مع النحنحة واستخداماتها . فمن باب آداب المرحاض اننا نتنحنح في المراحيض العامة بخاصة إذا لم يكن لها قفل أو مزلاج لارسال اشارة ان المرحاض مشغول باحد ما رجل أو إمرأة . ونستخدم النحنحة في حالة التعبير عن المديح او الاحتجاج بمعنى نحن هنا أو الاحتجاج على الفقر بالقول كأن تسأل المرء : كيف الحال ؟ فيجيبك : نحيا على النحنحة أو عند بدء الآذان فتسمح المؤذن يتفحص جاهزية صوته قبل الآذان بخاصة آذان الصبح بدل استبدال النحنحة بمحاولة البلع أو الكحة الخفيفة المفتوحة. أو نستخدم التنحنح للتحقير من مكانة شخص ما أو للتذمر في حالة إطالة الامام في صلاة التراويح . وتستخدم النحنحة عند بداية الحديث في الجلسات الخاصة أو أمام الجمهور (يجرد زوره ) كونها مقدمة للدخول في صلب الموضوع أو للتعبير عن حالة التوتر عند الحديث على الهاتف أو أمام الميكروفون أو عند القاء قصيدة وعادة ما يتبعها بشربة ماء . والمغني يتنحنح إذا كان أمام لجنة اختبار .ويستخدم الزوج النحنحة لإسكات زوجته إذا تمادت في حديثها إلى منطقة الإحراج . وعند استيقاظ المدمن على التدخين صباحا فيسلك وينظف حنجرته من بقاياة الدخان يتبعها بتنخع ثم بصق مواد كيماوية لعابية صفراء . أو قد تستخدم النحنحة كشيفرة سرية من مدير الاجتماع عند بدء الاجتماع بمعنى الصمت والبدء بالاجتماع . لكن الاستخدام الشائع للنحنحة هي عند دخول الرجل الى بيت غريب عنه فيبعث رسالة استئذان للنساء ... احم م م م م لأخذ الاحتياط الواجب من عدم ظهور مفاجىء لجنس حريم أمامه مع أن الاصح هو قول السلام عليكم قبل الاستئذان .
وقد استبد بي الفضول فبحثت عن فتوى تتعلق بالنحنحة فوجدت ان الفتوى تخص النحنحة اثناء الصلاة وليس باستخدامها كإشارة للدخول في الصلاة . وجواب فضيلة الشيخ ابن باز عن حكم النحنحة والنفخ والبكاء في الصلاة أن النحنحة والنفخ والبكاء كلها لا تبطل الصلاة ولا حرج فيها إذا دعت إليها الحاجة ، ويكره فعلها لغير حاجة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتنحنح لعلي رضي الله عنه إذا استأذن عليه وهو يصلي . وأما البكاء فهو مشروع في الصلاة وغيرها إذا صدر عن خشوع وإقبال على الله من غير تكلف ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يبكي في الصلاة
ومما ورد في ذلك أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كان لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة آتيه فيها، فإذا أتيته استأذنت فإن وجدته يصلي تنحنح فدخلت وإن وجدته فارغا أذن لي. ذكره النسائي وأحمد، ولفظ أحمد: كان لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم مدخل من الليل والنهار وكنت إذا دخلت عليه وهو يصلي تنحنح. رواه أحمد وعمل به فكان يتنحنح في صلاته ولا يرى النحنحة مبطلة للصلاة .فنحنحة النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ كانت عمدا بمثابة الإذن لعلي ليدخل عليه ، و لذا يبعد قول من قال أن النفخ والنحنحة يبطل الصلاة مطلقا .
سيعتقد البعض أنني اكتب من اجل النكتة . لكن واقع هذا الحال قائم ولا ارمي الكلمات المكتوبة جزافا إذ أحببت أن أكشف مثل هذا السلوك حتى لا يقع المرء في نفس المشكلة . مع أن حياتنا تطفح بالمواضيع التي تستحق الكتابة عنها لكن دون فائدة ترجى لاني (وأنت ) لا نصنع الفعل . وأقترح على رواد السياسة العربية أن نستخدم النحنحة السياسية (هذا التعبير من حقي ) للتعبير بايجاز شديد عن ما نتطلع إليه من تحقيق الحرية الكاملة فيكفى الله المؤمنين القتال بيننا وامريكا وحلفائها . وأقول أن خير الكلام النحنحة ، مع أن النحنحة لا تعتبر كلاما لأنها لا تدخل في مسمي الكلام أصلاً، فإنها لا تدل بنفسها، ولا مع غيرها من الألفاظ على معنى، ولا يسمى فاعلها متكلمًا، وإنما يفهم مراده بقرينة، فصارت كالإشارة . وكل إح وانتم بخير .
طالما أن الإنسان قادر على الشهيق والزفير فان حواس استشعار المعرفة المجردة لدية تبقى منتصبة لتلقي كل ما هو جديد في كافة مناحي الحياة سواء اقتنع بهذا الجديد فيسير على دربه أو ممارسته لتسهيل حياته أو كان هذا الجديد يتعارض مع ما يعتقده الإنسان فإما يعتنقه بعد لأي أو يرفضه كلية .البارحة كان الجديد لدي أنه أثناء صلاة الظهر في مصلى الشركة ونحن في حالة الركوع الأخير من الصلاة دخل أخ سوداني (الزول ) في الصلاة أولا بالنحنحة ومن ثم إعلانه الدخول بالصلاة بالتكبير ( الله أكبر ) بصوت مرتفع مما أوقعني بحيرة أنها تكبيرة الإمام للرفع من الركوع فرفعت رأسي واثنين آخرين من المصلين خطأ ولم يرفع المصلين الباقين رؤوسهم لأنهم ميزوا بين الرفع من وضع الركوع بقول الإمام (سمع الله لمن حمد ) وتكبيرة الداخل في الصلاة ، فرجع ثلاثتنا إلى وضع الركوع . لم افهم ما الذي قصده الزول بالنحنحة لكن بعد انتهاء الصلاة جاء التفسير واضحا إذ جرى جدل وعتاب من الأخ الزول تجاه الإمام (السوداني ) الذي لم يطل الركوع حتى يتمكن الأخ الزول من الدخول في الركعة الأخيرة . وحين طلبوا رأيي (أفتيت! ) بان الإمام ( على خطأ) لان الإمام والمصلين موظفين لدى هذا الزول موظف الشركة وعليهم أطاعته في إطالة الركوع حتى يتمكن من الدخول في الركعة الأخيرة وحتى نعطية فرصة أخرى بالحضور لأداء الصلاة متأخرا حسب مزاجه . وبالتفكير الشيطاني ، حرمانه الدائم من فضل الحضور إلى الصلاة مبكرا .
نحن أفهمنا الزول طويل التيلة أن الرسول ( صلى ا لله عليه وسلم ) وجه أن يسير المصلي إلى الصلاة بكل تؤده ووقار وان لا يحدث أي جلبه فان لحق بالصلاة فاليدخل ويصلي ما لحق من الصلاة ويكمل الباقي لوحده . فكان رد الأخ الزول أن الرسول ( صلى ا لله عليه وسلم ) ذكر النحنحة في حديث نبوي يفيد انه يجوز تنبيه الإمام بالنحنحة إذا كان في وضع الركوع ليدرك المصلي الركعة . فعلمنا من الأخ الزول ( جزاه الله كل خير ) ويكأن النحنحة من أركان الصلاة . وبما أنه لم يستطع أن يقدم لنا أي دليل عن الحديث النبوي أدركنا أن النحنحة ليست من أركان الصلاة .
وفي مجال دفاع الأخ الزول عن نفسه لمثل هذا ا لتصرف قال انه لم يتبع أسلوب الخبط بالأرجل أو شخللة المفاتيح ولم يتلفظ بالقول " إن الله مع الصابرين " كما يفعل الكثير من المصلين لتنبيه الإمام بدخولهم للصلاة فشكرناه على حسن صنيعه معنا ورأفته بنا .
واليوم دخل الأخ الأدروب ( كلمة سودانية تعني من يتفاخر باستخدام السيف ، خاصه في شرق السودان ) معنا الصلاة كعادته متأخرا وقام بالنحنحة مرة أخرى فراودتني أفكاري السيئة بان الإمام سيطيل الصلاة حتى لا يدخل في جدل حيص بيص مع هذا المصلي الذي لا يريد ان ينتظم بالصلاة بمواعيدها . وماذا لو دخل بعده مصلي آخر وتنحنح وأطال الإمام الركوع حتى يتمكن المصلي من اللحاق بالركعة ومن ثم يتبعه مصلي آخر (ليس بالضرورة زول ) تنحنح تباعا ساعتئذ ستتحول الصلاة إلى مشروع خيري يرضي المصلين ولا يرضي الله لان كل مصلي سيأخذ الأمر على محمل التأويل الشخصي في حالة تأخره .
بعد انتهاء الصلاة قال له الإمام انه أطال الصلاة حتى يتمكن من اللحاق بالركعة الأخيرة فكان رد الزول انه لم يتنحنح من اجل الصلاة بل أنه يعاني من البرد . فرد عليه الإمام وكيف اعلم أن النحنحة من اجل الصلاة أو انك تعاني من البرد ؟ فاقترحت عليهما طالما أننا سنعتاد على نحنحة هذا الزول ( النشيط) فيتوجب أن نعلم المصلين أنه إذا كانت النحنحة موجة قصيرة (إف إم ) أو على موجة أقصر منها مثل موجة المايكروييف التي هي اشبه بالحزق الخافت او الاقرب إلى صوت صرير الباب الصديء فهي تعني الدخول في الصلاة . أما إذا كانت النحنحة موجة طويلة أي ( إخبارية ) فتعني أن المصلي يعاني من البرد وإذا رافقتها دفقات من موجات من الكحة فهذا آكد في الدلالة الطبية القاطعة على المرض وان المصلي يعاني من السعال أو التهاب في حلقة فنذكره بالتلطف بنا بالذهاب إلى الطبيب . واقترحت أن نصيغ ذلك في قرار إداري حتى نخلي مسؤوليتنا الإدارية والدينية أمام الله والموظفين . فلاقى اقتراحي آآآي بالسوداني والتي تعني القبول .
وجدت أن النحنحة من الفعل نح والنحنحة: أسهل من السعال. أي خروج أصوات غرغرة إفرازات الحلق والتنحنح هو علة البخيل، قال:
و التغلبي إذا تنحنح للقرى حك أسته و تمثل الأمثالا
و قال:
يكاد من نحنحة و أح يحكي سعال الشرق الأبح
وقد وجدت أيضا كلمات على وزن فعللة في حكايات أصوات الناس في أقوالهم وأفعالهم مثل :
القهقهة : حكاية قول الضاحك: قهٍ قهٍ•
الصهصهة : حكاية قول الرجل للقوم: صه صه•
الدعدعة : حكاية قول الرجل للعاثر: دع دع أي انتعش•
البخبخة : حكاية قول الرجل: بخ بخ•
الزهزهة : حكاية قول الرجل: زه زه•
النحنحة والتنحيح : حكاية قول الرجل: نح نح عند الاستئذان وغيره •
العطعطة : حكاية صوت المجَّان إذا قالوا عند الغلبة: عيط عيط•
الهرهرة : حكاية زجر الغنم•
البربرة : حكاية أصوات الهند عند العرب•
الفسفسة : حكاية زجر الهرة•
الولولة : حكاية قول المرأة: وا ويلاه•
التأخيخ : حكاية قول الرجل: أخ أخ•
الكل منا مارس التنحنح سواء اراديا حسب فهمه الاجتماعي لاستخدامها أو مكرها إذا شرب لبن او مص ليمونه فيشرق فيعالج الشرقة برد فعل سريع بـ إح إح ح ح ..... لتنظيف حنجرته لئلا يدخل شيء من السوائل إلى القصبة الهوائية .
لكن عاداتنا لها طقوس مع النحنحة واستخداماتها . فمن باب آداب المرحاض اننا نتنحنح في المراحيض العامة بخاصة إذا لم يكن لها قفل أو مزلاج لارسال اشارة ان المرحاض مشغول باحد ما رجل أو إمرأة . ونستخدم النحنحة في حالة التعبير عن المديح او الاحتجاج بمعنى نحن هنا أو الاحتجاج على الفقر بالقول كأن تسأل المرء : كيف الحال ؟ فيجيبك : نحيا على النحنحة أو عند بدء الآذان فتسمح المؤذن يتفحص جاهزية صوته قبل الآذان بخاصة آذان الصبح بدل استبدال النحنحة بمحاولة البلع أو الكحة الخفيفة المفتوحة. أو نستخدم التنحنح للتحقير من مكانة شخص ما أو للتذمر في حالة إطالة الامام في صلاة التراويح . وتستخدم النحنحة عند بداية الحديث في الجلسات الخاصة أو أمام الجمهور (يجرد زوره ) كونها مقدمة للدخول في صلب الموضوع أو للتعبير عن حالة التوتر عند الحديث على الهاتف أو أمام الميكروفون أو عند القاء قصيدة وعادة ما يتبعها بشربة ماء . والمغني يتنحنح إذا كان أمام لجنة اختبار .ويستخدم الزوج النحنحة لإسكات زوجته إذا تمادت في حديثها إلى منطقة الإحراج . وعند استيقاظ المدمن على التدخين صباحا فيسلك وينظف حنجرته من بقاياة الدخان يتبعها بتنخع ثم بصق مواد كيماوية لعابية صفراء . أو قد تستخدم النحنحة كشيفرة سرية من مدير الاجتماع عند بدء الاجتماع بمعنى الصمت والبدء بالاجتماع . لكن الاستخدام الشائع للنحنحة هي عند دخول الرجل الى بيت غريب عنه فيبعث رسالة استئذان للنساء ... احم م م م م لأخذ الاحتياط الواجب من عدم ظهور مفاجىء لجنس حريم أمامه مع أن الاصح هو قول السلام عليكم قبل الاستئذان .
وقد استبد بي الفضول فبحثت عن فتوى تتعلق بالنحنحة فوجدت ان الفتوى تخص النحنحة اثناء الصلاة وليس باستخدامها كإشارة للدخول في الصلاة . وجواب فضيلة الشيخ ابن باز عن حكم النحنحة والنفخ والبكاء في الصلاة أن النحنحة والنفخ والبكاء كلها لا تبطل الصلاة ولا حرج فيها إذا دعت إليها الحاجة ، ويكره فعلها لغير حاجة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتنحنح لعلي رضي الله عنه إذا استأذن عليه وهو يصلي . وأما البكاء فهو مشروع في الصلاة وغيرها إذا صدر عن خشوع وإقبال على الله من غير تكلف ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يبكي في الصلاة
ومما ورد في ذلك أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كان لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة آتيه فيها، فإذا أتيته استأذنت فإن وجدته يصلي تنحنح فدخلت وإن وجدته فارغا أذن لي. ذكره النسائي وأحمد، ولفظ أحمد: كان لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم مدخل من الليل والنهار وكنت إذا دخلت عليه وهو يصلي تنحنح. رواه أحمد وعمل به فكان يتنحنح في صلاته ولا يرى النحنحة مبطلة للصلاة .فنحنحة النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ كانت عمدا بمثابة الإذن لعلي ليدخل عليه ، و لذا يبعد قول من قال أن النفخ والنحنحة يبطل الصلاة مطلقا .
سيعتقد البعض أنني اكتب من اجل النكتة . لكن واقع هذا الحال قائم ولا ارمي الكلمات المكتوبة جزافا إذ أحببت أن أكشف مثل هذا السلوك حتى لا يقع المرء في نفس المشكلة . مع أن حياتنا تطفح بالمواضيع التي تستحق الكتابة عنها لكن دون فائدة ترجى لاني (وأنت ) لا نصنع الفعل . وأقترح على رواد السياسة العربية أن نستخدم النحنحة السياسية (هذا التعبير من حقي ) للتعبير بايجاز شديد عن ما نتطلع إليه من تحقيق الحرية الكاملة فيكفى الله المؤمنين القتال بيننا وامريكا وحلفائها . وأقول أن خير الكلام النحنحة ، مع أن النحنحة لا تعتبر كلاما لأنها لا تدخل في مسمي الكلام أصلاً، فإنها لا تدل بنفسها، ولا مع غيرها من الألفاظ على معنى، ولا يسمى فاعلها متكلمًا، وإنما يفهم مراده بقرينة، فصارت كالإشارة . وكل إح وانتم بخير .
هناك تعليق واحد:
لقد أحسنت أخي الكريم بشرح لنا النحنحنه ، وفوائدها . أنا أرى بأنه عندما بدأ المسلمون يعطون جل اهتماماتهم الى المفسرين ، والمجتهدين ، وأصحاب الفتوات، وقع المسلم في حبرة ، والحيرة أوقعتهم في شراك أدى الى خلق خصومات بيتهم . أنا كنصراني عربي ، بفتخر بأنه جزء من الحضارة الأسلامية ، ويعنرف بدين الدولة الأسلام الحنيف ، أتمنى بأن أرى المسلمون يتبعون ثلاثة اشياء لا غير . الأيمان بالرسول العظيم ، ثانيا بالقرأن الكريم ، ثالثا بالسيرة النبوية الشريفة ، حينها سنرى اسلاما حقيقيا ، وسنشاهد وحدة المسلمين ، وتعاضدهم مع بعضهم البعض . وكان الله عليما فيما أقصد
إرسال تعليق