الاثنين، سبتمبر 11، 2006

مجرد لمسة يا إلهي


حسن عبدالرزاق
دروب
ماذا تنتظر ؟! النصف الاهم من جسدها بين يديك ..لا يفصلك عنه سوى عبير فستانها الاحمر.(( لا.. قد يراني احد))السوق برصيفيه مزدحم .. وعيون الرجال ملتصقة باعالي النساء .. لا رجل ينظر إلى ما تحت النهود .. والنساء بين عيون لعوب تشاغل الرجال وعيون خجولة زائغة صوب البضائع .. وحين تلمس الردفين فسوف لن يراك احد . (( اخشى إن تزجرني )) تزجرك ؟؟؟؟؟ الا تسمع صوتها وهي تكلم البائع ؟؟ الاتسمع هديل الحمام ؟؟ امراة كهذه إن صرخت مرة فسوف تتمزق حنجرتها كخيوط الحرير. ثم.. ثم لماذا اصبح عقلك بليدا إلى هذا الحد وما عاد يتفنن كالسابق؟ مد يدك والمسها واذا التفتت غاضبة فتعلل بالسهو وقل لها عفوا وسوف تتقبل منك ذلك إن كانت رافضة حقا . (( امر محير حقا)) لا حيرة اطلاقا .. انت تتجمر الان وفحولتك بدات بالتوثب .. وفي الليل .. عند فراشك الخالي سوف تشتاق لطعم اللمسة . المس بسرعة .. اغتنم الفرصة .. هي تريد ذلك .. ثق انها تريد والا لما حشرت جسدها بينك وبين واجهة الدكان.
*
نهضت ذراعه من حضنه وصعدت بحركة لص جبان إلى منتصف جسد الامراة المتبضعة ولامست التكور ثم عادت
إلى مكانها وصرف هو نظره إلى الجهة الاخرى وحصل كل هذا في ثانية واحدة فقط.
كل هذا حصل في لحظة كان بامكان الحظ إن يجعلها تمر بهدوء وتنال رجولته غنيمة سوف يتباهى بها حين يقص قصته السريعة هذه على احد ما من اصحابه في المساء. لكن الحمامة الرقيقة ذات الحنجرة الحريرية التفتت نحوه بعيني قطة متنمرة وبقوة طلقة منفعلة سددت نحوه بصقة مركزة اعقبتها بعبارة (كلب حقير) وبسيل من الشتائم انتشر على كل افراد عائلته.
*
حين اكملت جولتها معه ومضت لم تكن كرامته المهانة هي التي جعلت صدره يرتجف من الخوف .. ولا النظرات المتوعدة لصاحب المحل الذي جاوره منذ ست سنوات . وانما تدهور سمعته في السوق الذي اغتنى منه.. فبعد الان لن يقدم احد على الاطلاق بمنح صدقاته لمتسول كان الكل يراه جديرا بالرحمة لانه معوق حرب مبتور الساقين.

ليست هناك تعليقات: