الثلاثاء، سبتمبر 05، 2006

قانون للحشمة أم للفتنة؟



بقلم : عبدالمنعم ابراهيم – كاتب من البحرين

.
أول ما يتبادر إلى الذهن حول كلمة (فتنة) أنها مرتبطة بالدين او السياسة، ولكن الحقيقة أنها تتناول كل شيء له صلة بالمجتمع، ومن بينها انتزاع الحريات الشخصية والحقوق المدنية من البشر، وحين تطبق جامعة البحرين ما يُسمى «بقانون الحشمة« يكون ذلك شكلاً من أشكال إثارة الفتنة أيضاً.. لأن صدور هذا القانون يوحي كما لو كانت (الجامعة) تفتقر الى الحشمة او ان طلابها وطالباتها يدرسون في «كازينو ليلي« وليس في جامعة محترمة!
جامعة البحرين مثلها مثل بقية الجامعات في مدن الخليج.. بعض طلابها يرتدون «الدشاديش«، وآخرون يرتدون السراويل والقمصان، وطالباتها يرتدي بعضهن «الحجاب« و«العباية« السوداء، وبعضهن يلبسن النقاب، وبعضهن يلبسن البانطلون «الجينز« او الفستان النسائي المعتاد.. وكل فئة لديها الحرية في نوع الملابس التي تختارها بحسب ثقافتها والبيئة الاجتماعية والأسرية التي تنتمي إليها، بدرجات متفاوته من المحافظة أو الانفتاح.. ولا أحد يستطيع أن يدعي أنه «ملاك« من نوع اللباس الذي يرتديه ولا ان يتهم الآخر بأنه «إبليس«! كل الطلاب والطالبات أبناؤنا، ونحن نحبهم بغض النظر عن اللباس الذي يرتدونه، لكن حين يصدر قانون ما يُسمى «بالحشمة« فكأننا نتهم فئة واحدة بالانحلال الخلقي! وهي الفئة التي ترتدي السراويل والبانطلونات من الذكور، والفئة التي ترتدي «الجينز« والفساتين من الإناث، وبالتحديد كل فتاة غير محجبة! وفي ذلك ظلم كبير، ومصادرة لحرية البشر في خصوصياتهم وحياتهم الشخصية التي كفلها الدستور تحت مسمى (الحريات المدنية والحقوق الشخصية). لكن أخطر ما في القانون هو تنفيذه من خلال (توظيف مرشدين من الرجال)! يجوبون أروقة الجامعة وكافيترياتها ومكتباتها وفصولها الدراسية، وملاحقة الطلاب حتى داخل «دورات المياه«! للتأكد من أنهم بلا خطيئة! وأنهم أهل الحشمة! بتعبير آخر الجامعة سوف توظف ما يشبه جماعة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر« داخل الحرم الجامعي، لكي تطارد الطلبة والطالبات على طريقة «محاكم التفتيش« في أوروبا في القرون الوسطى! وهذا سوف يخلق (فتنة) بين الطلاب، ويجعلهم يتناحرون! لكن أين الديمقراطية والعدالة والمساواة في المعاملة الانسانية في «قانون الحشمة«؟ فقط لأن البعض افترض أنه هو الشخص الذي يجسد (الحشمة) بينما الآخرون يجسدون (الانحلال الخلقي)! وبالتالي أقمنا على هذا الرأي الأحادي الجانب حكماً بالرجم على الآخرين! فهل هذا عدل؟ لكن ماذا نقول؟.. اذا كانت البحرين كلها تتجه في السنوات الأخيرة نحو هذه الازدواجية في مصادرة الحريات المدنية للبشر، فإن «الجامعة« تلحق بالسفينة الأُمّ!

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

الأخ الدكتور عبدالله عقروق
ما زال بريدك يرفض رسائلي. نحن لم نحذف لك أي تعليق عن هذا الموضوع.. الرجاء إعادة إرساله والتأكد من ظهوره على جانب الصفحة وإلا سوف لن يظهر تحت المقال. مع الشكر
شربل

غير معرف يقول...

أخي شربل
لسؤ الحظ فقدت النسخةالأصلية, الحقيقة أنه ظهر على جانب الصفحة عندما أرسلته. أنا متأكد بان هنالك خطأ فني من طرفي عند أرساله. أعتذر على رسالتي الأولى . ودمت والأخت ليلى منبرا الحق والعدل والأستقامة.
مراسلتي من الخارج تتم على هذا العنوان
aaakrouk@adelphia.net