بقلم: سعيد الحمد
– اعلامي بحريني
.
رغم انشغالها »المفترض« بالمشاكل العويصة والقضايا الكبيرة المعقّدة والمؤجلة الخاصة بمستقبل جيل بأكمله ما زال ينتظر البت فيها.. فإن قوى الضغط والهيمنة أو مراكز القوى في جامعة البحرين قد استطاعت وسط كل هذه القضايا والمشاكل العالقة والخطيرة ان تقدم مع بداية الموسم الدراسي الجديد "انجازاً رائعاً " يحسب لها ولمستقبل الأجيال الحالية و اللاحقة. .حيث ان اصدار وتعميم كتيب " لائحة مواصفات الملبس لطلبة وطالبات الجامعة" ماهو إلاّ إعادة الروح بشكل رسمي ومعلن بل وموثق هذه المرة لما سميّ بـ "قانون الحشمة" وهو أندر وأعجب "قانون" تفتقت عنه عبقرية المتشددين والمحافظين الجدد في جامعة البحرين دون سواها من جامعات العالم.فجامعة البحرين العتيدة بدلا من ان تعزز ثقة الطلبة والطالبات في انفسهم وبدلاً من ان تؤكد عمليا ثقتها في طلبتها وطالباتها في هذه المرحلة العمرية والدراسية المهمة والتي تحتاج معها الى تعزيز الثقة فيهم فتترك لهم مساحات واسعة في حرية خيارهم وقرارهم الشخصي والمدني الخاص.. نراها للأسف تتدخل بفظاظة لفرض ما يسمى بالقانون في مسألة أو في قضية نسبية تختلف منها المواقف والتصورات والمفاهيم مثل مسألة "الحشمة".!!" فالحشمة" هذا الاختراع الجديد.. مسألة نسبية تماماً ومسألة يختلف في تقديرها الأفراد فما بالك بالجماعات والمجتمعات.. فما يراه هذا الفرد مثلا قمة "الحشمة» يراه آخر قمة التهتك. فهذه المسألة تختلف فيها المقاييس والمعايير باختلاف الافراد وذهنياتهم وتفكيرهم وثقافتهم ومفاهيمهم..ومن هنا فإنه لا يمكن بأية حال من الأحوال وضح معايير محددة وصارمة وضوابط محكمة يتفق عليها الجميع لما يسمى "بالحشمة" ، وعليه أيضا لا يمكن لأية عبقرية قانونية مهما كانت ان تفّصل " قانوناً للحشمة".. لأن الحشمة قيمة يسرى عليها ما يسري على القيم الأخرى من اختلاف في رؤى الأفراد والجماعات لها. ثم إن أخشى ما نخشاه ان يكون قانون الحشمة أو لائحة مواصفات الملبس.. هي البداية أو هي البوابة التي سيمرر المتشدون عبرها أجندتهم الخاصة جداً ويفرضونها شيئاً فشيئاً على الجامعة وعلى طلبتها ثم على كادرها التعليمي والأكاديمي حتى يتمكنوا من فرض وصايتهم وتطبيق مشروعهم الذي يتناقض أساسًا مع مشروع الدولة و مع قوانينها.
فقد علمتنا التجارب القريبة منا جداً.. ان المتشددين والمتزمتين لا يطرحون كامل اجندتهم دفعة واحدة ولكنهم يسعون الى تطبيقها عبر سياسة الخطوة خطوة وبالتدرج من الأصغر حتى الأكبر.. ليفاجئوا الجميع بالسيطرة على كل المفاصل من خلال تمرير أجندتهم وتمكين مشروعهم ليتسلل الى كل الزوايا والأركان.ولأن الجامعة هي الصورة المصغرة لمجتمعنا بما فيها من تلاوين مجتمعية وثقافية مختلفة يمثلها الطلاب والطالبات.. فإن المتشددين يحرصون بقوة لنشر اجندتهم واحتواء الطلبة والطالبات في دائرة افكارهم التي قد يكون " قانون الحشمة" بدايتها.. لكننا لن نعرف نهايتها ولن نستطيع التخيل الى أين ستصل بنا.لذلك نسأل ماذا بعد لائحة " مواصفات الملبس"؟؟.
.
رغم انشغالها »المفترض« بالمشاكل العويصة والقضايا الكبيرة المعقّدة والمؤجلة الخاصة بمستقبل جيل بأكمله ما زال ينتظر البت فيها.. فإن قوى الضغط والهيمنة أو مراكز القوى في جامعة البحرين قد استطاعت وسط كل هذه القضايا والمشاكل العالقة والخطيرة ان تقدم مع بداية الموسم الدراسي الجديد "انجازاً رائعاً " يحسب لها ولمستقبل الأجيال الحالية و اللاحقة. .حيث ان اصدار وتعميم كتيب " لائحة مواصفات الملبس لطلبة وطالبات الجامعة" ماهو إلاّ إعادة الروح بشكل رسمي ومعلن بل وموثق هذه المرة لما سميّ بـ "قانون الحشمة" وهو أندر وأعجب "قانون" تفتقت عنه عبقرية المتشددين والمحافظين الجدد في جامعة البحرين دون سواها من جامعات العالم.فجامعة البحرين العتيدة بدلا من ان تعزز ثقة الطلبة والطالبات في انفسهم وبدلاً من ان تؤكد عمليا ثقتها في طلبتها وطالباتها في هذه المرحلة العمرية والدراسية المهمة والتي تحتاج معها الى تعزيز الثقة فيهم فتترك لهم مساحات واسعة في حرية خيارهم وقرارهم الشخصي والمدني الخاص.. نراها للأسف تتدخل بفظاظة لفرض ما يسمى بالقانون في مسألة أو في قضية نسبية تختلف منها المواقف والتصورات والمفاهيم مثل مسألة "الحشمة".!!" فالحشمة" هذا الاختراع الجديد.. مسألة نسبية تماماً ومسألة يختلف في تقديرها الأفراد فما بالك بالجماعات والمجتمعات.. فما يراه هذا الفرد مثلا قمة "الحشمة» يراه آخر قمة التهتك. فهذه المسألة تختلف فيها المقاييس والمعايير باختلاف الافراد وذهنياتهم وتفكيرهم وثقافتهم ومفاهيمهم..ومن هنا فإنه لا يمكن بأية حال من الأحوال وضح معايير محددة وصارمة وضوابط محكمة يتفق عليها الجميع لما يسمى "بالحشمة" ، وعليه أيضا لا يمكن لأية عبقرية قانونية مهما كانت ان تفّصل " قانوناً للحشمة".. لأن الحشمة قيمة يسرى عليها ما يسري على القيم الأخرى من اختلاف في رؤى الأفراد والجماعات لها. ثم إن أخشى ما نخشاه ان يكون قانون الحشمة أو لائحة مواصفات الملبس.. هي البداية أو هي البوابة التي سيمرر المتشدون عبرها أجندتهم الخاصة جداً ويفرضونها شيئاً فشيئاً على الجامعة وعلى طلبتها ثم على كادرها التعليمي والأكاديمي حتى يتمكنوا من فرض وصايتهم وتطبيق مشروعهم الذي يتناقض أساسًا مع مشروع الدولة و مع قوانينها.
فقد علمتنا التجارب القريبة منا جداً.. ان المتشددين والمتزمتين لا يطرحون كامل اجندتهم دفعة واحدة ولكنهم يسعون الى تطبيقها عبر سياسة الخطوة خطوة وبالتدرج من الأصغر حتى الأكبر.. ليفاجئوا الجميع بالسيطرة على كل المفاصل من خلال تمرير أجندتهم وتمكين مشروعهم ليتسلل الى كل الزوايا والأركان.ولأن الجامعة هي الصورة المصغرة لمجتمعنا بما فيها من تلاوين مجتمعية وثقافية مختلفة يمثلها الطلاب والطالبات.. فإن المتشددين يحرصون بقوة لنشر اجندتهم واحتواء الطلبة والطالبات في دائرة افكارهم التي قد يكون " قانون الحشمة" بدايتها.. لكننا لن نعرف نهايتها ولن نستطيع التخيل الى أين ستصل بنا.لذلك نسأل ماذا بعد لائحة " مواصفات الملبس"؟؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق